في يوم 20 أكتوبر 1973 أصبح التواجد الإسرائيلي غرب
القناة كبيرا بعد إستغلال الجيش الإسرائيلي لثغرة الدفرسوار بالعبور إلى
غرب القناة، وتم تكليف فرقة (آدن) الإسرائيلية بالتقدم جنوبا إلى السويس،
وكانت القوات المصرية قد نجحت في دحر الهجوم الإسرائيلي في إتجاه
الإسماعيلية بواسطة اللواء 150 مظلات واللواء 15 مدر. وقد تكبد العدو
الإسرائيلي في ذلك اليوم خسائر فادحة هي الأكبر طوال أيام حرب أكتوبر من
حيث العتاد والأرواح وكان القتال يدور بجميع الأسلحة من المدفعية إلى
المدرعات ومن الصواريخ إلى الطيران.
ولم يكن أمام العدو سوى إستخدام أسلوب حرب العصابات التى يجيدها وعلى
الفور أندفعت أعداد قليلة من مدرعاته (من 4 إلى 7) في كل إتجاه لتشتيت
القوات المصرية.
وفي اليوم نفسه قامت فرقتي (آدان) و(ماهيه) الإسرائيليتان بالتقدم نحو السويس وقطعتا طريق القاهرة-السويس.
وفي اليوم التالي قام الجنرال (آدن) بالإندفاع بفرقته المدرعة نحو السويس،
ومع حلول منتصف ليلة 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق
النار وكانت القوات الإسرائيلية وقتها على بُعد 35 كم شمال السويس. وبرغم
إلتزام مصر بقرار مجلس الأمن فإن إسرائيل -كالعادة- بدأت في التحرك بإتجاه
السويس كآخر مكسب يمكن أن تحققه في الحرب.
ومع منتصف ليلة 23 أكتوبر وصل لوائين مدرعين إلى مشارف المدينة في الوقت
الذى كانت فيه فرقة الجنرال (ماجن) تحاول عزل السويس عن العاصمة. ورغم أن
القوات الإسرائيلية فقدت نحو 200 دبابة أثناء تقدمها إلا أنها أصبحت مع
نهاية ليلة 23 أكتوبر على مشارف السويس التى كانت على موعد مع التاريخ
لتسجل واحدة من أعظم معارك الدفاع عن الأرض والكرامة ولتجعل من عتباتها
مقبرة للغزاة.
مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر أدرك شعب السويس أن القوات
الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ولذلك فقد أستعد كل من في المدينة
للزود عن الأرض. ولأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية
نظامية فقد أعتمد الأهالى على السلاح الخفيف. وأصبح عبئ الدفاع عن المدينة
على عاتق رجال الشرطة وأبطال منظمة سيناء العربية التى كانت تضم بين
جنباتها مجموعة من أروع الفدائيين.
وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا ثانيا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه أعتبارا من السابعة من صباح 24 أكتوبر.
ومع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت
المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم، ولاحظوا
أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في
أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن، وكما توقعوا بدأت
الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:
- محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من
القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.
- محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.
- محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة
بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.
وقام الفدائيون بنصب الكمائن على المحاور الثلاثة:
فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور
المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات
المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة
سيناء العربية.
وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه
وعلي سياق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان
وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.
وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.
أصبحت السويس محاصرة تماما بفرقتين مدرعتين، وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف
إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت
خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهي نفس
الخطة التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية
عام 1807!.
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى
بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض
التذكارات من الشوارع.
وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في
ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد
بإطلاق ثلاث قذائف RBJ لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند
سينما رويال لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه
دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق
مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة
ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات
خلفها!!.
وفتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين
فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم
سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي
الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس
يصطادون الدبابات المذعورة.
وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفى أبو هاشم الذى أستشهد في 8 فبراير 1970.
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في
مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن
لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام
لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت
المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد
الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم
سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من
العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن
الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان
قررا أقتحام القسم من الأمام وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناة
العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدا على سلم القسم ويسقط زميله فايز
شهيدا بجوار الخندق داخل القسم.
وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد أنسحبت بالكامل خارج السويس
بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وقام البطلان
محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها
العدو.
وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود. ومنذ هذا التاريخ
تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي.
يقول الجنرال حاييم هرتزوج -الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- في كتابة "حرب
التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان
عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة
والعشرون )
الشهيدالبطل ابراهيم سليمان
--------------------------------------------------------------------------------
الشهيد البطل ابراهيم سليمان من ابطال السويس
من منكم يعرف قصة هذا البطل الذى أستشهد عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة دفاعا عن أرض السويس؟
قصة هذا البطل واحدة من بين مئات وربما الآف القصص المماثلة التى لم تجد
طريقها إلى النشر بعد، ربما لأن أصحابها لم يجدوا فيما فعلوه نوعا من
الإعجاز لأنهم أدوا واجبهم وكفى..
قصة هذا البطل دائما تبدأ وتنتهى بين يومي 23 و24 أكتوبر 1973 وكل ما
نعرفه عنه أنه كان أحد أبطال لعبة الجمباز ويقال أنه حاز بطولة الجمهورية،
..في يوم 23 أكتوبر أدركت قوات الدفاع الشعبي في السويس أن القوات
الإسرائيلية على وشك دخول المدينة بعد أن أستغلت ثغرة الدفرسوار، وبدأ
الفدائيون في الإستعداد لملاقاة العدو مسلحين بخبرتهم الطويلة في حرب
العصابات التى حصلوا عليها من مقاومة عدوان 1956 (العدوان الثلاثي) و1967
(النكسة).
وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في
السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس، وقبيل بزوغ صباح 24 أكتوبر
بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة
الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهي نفس الخطة
التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية عام
1807!.
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى
بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض
التذكارات من الشوارع.
وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في
ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد
بإطلاق ثلاث قذائف Rbj لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند
سينما رويال لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه
دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق
مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة
ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات
خلفها!!.
يقول البطل محمود عواد: (بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية القى
سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ "يا بو خليل
يا جن")
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في
مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن
لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام
لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت
المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ
أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته
ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من قناصة العدو
أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن
الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
يقول محمود عواد أن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا هو مات أن
يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنه بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام
عواد بدفن الشهيد بنفسه.
وبعد إنتهاء حصار السويس الذى أستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامه بإخراج
جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ: (أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس
من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها..)
رحم الله شهدائنا جميعا
القناة كبيرا بعد إستغلال الجيش الإسرائيلي لثغرة الدفرسوار بالعبور إلى
غرب القناة، وتم تكليف فرقة (آدن) الإسرائيلية بالتقدم جنوبا إلى السويس،
وكانت القوات المصرية قد نجحت في دحر الهجوم الإسرائيلي في إتجاه
الإسماعيلية بواسطة اللواء 150 مظلات واللواء 15 مدر. وقد تكبد العدو
الإسرائيلي في ذلك اليوم خسائر فادحة هي الأكبر طوال أيام حرب أكتوبر من
حيث العتاد والأرواح وكان القتال يدور بجميع الأسلحة من المدفعية إلى
المدرعات ومن الصواريخ إلى الطيران.
ولم يكن أمام العدو سوى إستخدام أسلوب حرب العصابات التى يجيدها وعلى
الفور أندفعت أعداد قليلة من مدرعاته (من 4 إلى 7) في كل إتجاه لتشتيت
القوات المصرية.
وفي اليوم نفسه قامت فرقتي (آدان) و(ماهيه) الإسرائيليتان بالتقدم نحو السويس وقطعتا طريق القاهرة-السويس.
وفي اليوم التالي قام الجنرال (آدن) بالإندفاع بفرقته المدرعة نحو السويس،
ومع حلول منتصف ليلة 22 أكتوبر صدر قرار مجلس الأمن رقم 338 بوقف إطلاق
النار وكانت القوات الإسرائيلية وقتها على بُعد 35 كم شمال السويس. وبرغم
إلتزام مصر بقرار مجلس الأمن فإن إسرائيل -كالعادة- بدأت في التحرك بإتجاه
السويس كآخر مكسب يمكن أن تحققه في الحرب.
ومع منتصف ليلة 23 أكتوبر وصل لوائين مدرعين إلى مشارف المدينة في الوقت
الذى كانت فيه فرقة الجنرال (ماجن) تحاول عزل السويس عن العاصمة. ورغم أن
القوات الإسرائيلية فقدت نحو 200 دبابة أثناء تقدمها إلا أنها أصبحت مع
نهاية ليلة 23 أكتوبر على مشارف السويس التى كانت على موعد مع التاريخ
لتسجل واحدة من أعظم معارك الدفاع عن الأرض والكرامة ولتجعل من عتباتها
مقبرة للغزاة.
مع الساعات الأولى من يوم 23 أكتوبر أدرك شعب السويس أن القوات
الإسرائيلية على وشك مهاجمة المدينة ولذلك فقد أستعد كل من في المدينة
للزود عن الأرض. ولأن السويس لم يكن بها في ذلك الوقت أي وحدات عسكرية
نظامية فقد أعتمد الأهالى على السلاح الخفيف. وأصبح عبئ الدفاع عن المدينة
على عاتق رجال الشرطة وأبطال منظمة سيناء العربية التى كانت تضم بين
جنباتها مجموعة من أروع الفدائيين.
وفي اليوم نفسه أصدر مجلس الأمن قرارا ثانيا بوقف إطلاق النار على أن يبدأ سريانه أعتبارا من السابعة من صباح 24 أكتوبر.
ومع أول ضوء من يوم 24 أكتوبر بدأ العدو في دك المدينة بالطيران ثم أشتركت
المدفعية في القصف في الوقت الذى بدأ الفدائيين في تنظيم أنفسهم، ولاحظوا
أن القصف يتحاشى مداخل المدينة فأدركوا أن العدو سيستخدم هذه المداخل في
أقتحام المدينة وعلى الفور تم تعديل أماكن الكمائن، وكما توقعوا بدأت
الدبابات الإسرائيلية التقدم على ثلاث محاور:
- محور المثلث وهو المدخل الغربي للمدينة ناحية الطريق الرئيسي القادم من
القاهرة إلى السويس وأمتداده هو شارع الجيش وميدان الأربعين.
- محور الجناين عبر الطريق القادم من الإسماعيلية حيث المدخل الشمالي للسويس حتى منطقة الهويس ثم شارع صدقي ومنه إلى ميدان الأربعين.
- محور الزيتية وهو المدخل الجنوبي للمدينة من ناحية ميناء الأدبية وعتاقة
بمحاذاة الشاطئ ويمتد حتى مبنى محافظة السويس والطريق المؤدي إلى بورتوفيق.
وقام الفدائيون بنصب الكمائن على المحاور الثلاثة:
فهناك كمين رئيسي وعدة أكمنة فرعية عند كوبري الهويس على أمتداد محور
المثلث وكمين رئيسي عند مزلقان البراجيل بشارع الجيش وبه أفراد من القوات
المسلحة والشرطة والمدنيين بقيادة أحمد أبو هاشم وفايز حافظ أمين من منظمة
سيناء العربية.
وفي ميدان الأربعين كمين آخر يضم محمود عواد قائد الفدائيين ومعه محمود طه
وعلي سياق من المدنيين إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر عند مزلقان السكة الحديد بجوار مقابر الشهداء ويضم محمود سرحان
وأحمد عطيفي وإبراهيم يوسف إضافة إلى عدد من الجنود ورجال الشرطة.
وكمين آخر حول ميدان الأربعين به عبد المنعم خالد وغريب محمود غريب من منظمة سيناء ومعهم آخرون.
وعند مبنى المحافظة كمين آخر يقوده نقيب شرطة حسن أسامة العصر ومعه بعض الجنود.
أصبحت السويس محاصرة تماما بفرقتين مدرعتين، وقبيل بزوغ الصباح وسريان وقف
إطلاق النار بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت
خطة الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهي نفس
الخطة التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية
عام 1807!.
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى
بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض
التذكارات من الشوارع.
وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في
ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد
بإطلاق ثلاث قذائف RBJ لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند
سينما رويال لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه
دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق
مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة
ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات
خلفها!!.
وفتح الفدائيين النيران على جنود العدو من كل شبر في ميدان الأربعين
فأصيبوا بالذعر والهلع وتركوا الدبابات للبحث عن أي ساتر ولم يجدوا أمامهم
سوى قسم شرطة الأربعين، أما دبابات الموجة الثانية فقد أصابها الرعب هي
الآخرى وأستدرات هاربة وتصادمت مع بعضها البعض وأندفع أبطال السويس
يصطادون الدبابات المذعورة.
وفي ذلك اليوم سقط أول شهداء السويس وهو البطل أحمد أبو هاشم شقيق الشهيد مصطفى أبو هاشم الذى أستشهد في 8 فبراير 1970.
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في
مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن
لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام
لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت
المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان بطل الجمباز ومعه أشرف عبد
الدايم وفايز حافظ أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم
سليمان قدراته ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من
العدو أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن
الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
وجاءت المحاولة الثانية من البطل أشرف عبد الدايم وفايز حافظ أمين اللذان
قررا أقتحام القسم من الأمام وبعد أن تحركا تحت ساتر من النيران فتح قناة
العدو النيران عليهما ليسقط أشرف شهيدا على سلم القسم ويسقط زميله فايز
شهيدا بجوار الخندق داخل القسم.
وعند حلول ليلة 24 أكتوبر كانت قوات العدو قد أنسحبت بالكامل خارج السويس
بعد أن تركت قتلاها ومدرعاتها سليمة عدا المحاصرين في القسم. وقام البطلان
محمود عواد ومحمود طه بإحراق المدرعات الإسرائيلية خشية أن يتسلل إليها
العدو.
وأنتصرت السويس إنتصارا باهرا وأصبحت مقبرة اليهود. ومنذ هذا التاريخ
تحتفل مدينة السويس في الرابع والعشرين من كل عام بعيدها القومي.
يقول الجنرال حاييم هرتزوج -الرئيس الإسرائيلي فيما بعد- في كتابة "حرب
التكفير" (إن الكتيبة المدرعة التى دخلت السويس من ناحية المثلث وكان
عددها 24 دبابة قد قتل أو جرح عشرون قائد دبابة من قادتها الأربعة
والعشرون )
الشهيدالبطل ابراهيم سليمان
--------------------------------------------------------------------------------
الشهيد البطل ابراهيم سليمان من ابطال السويس
من منكم يعرف قصة هذا البطل الذى أستشهد عام 1973 أثناء حرب أكتوبر المجيدة دفاعا عن أرض السويس؟
قصة هذا البطل واحدة من بين مئات وربما الآف القصص المماثلة التى لم تجد
طريقها إلى النشر بعد، ربما لأن أصحابها لم يجدوا فيما فعلوه نوعا من
الإعجاز لأنهم أدوا واجبهم وكفى..
قصة هذا البطل دائما تبدأ وتنتهى بين يومي 23 و24 أكتوبر 1973 وكل ما
نعرفه عنه أنه كان أحد أبطال لعبة الجمباز ويقال أنه حاز بطولة الجمهورية،
..في يوم 23 أكتوبر أدركت قوات الدفاع الشعبي في السويس أن القوات
الإسرائيلية على وشك دخول المدينة بعد أن أستغلت ثغرة الدفرسوار، وبدأ
الفدائيون في الإستعداد لملاقاة العدو مسلحين بخبرتهم الطويلة في حرب
العصابات التى حصلوا عليها من مقاومة عدوان 1956 (العدوان الثلاثي) و1967
(النكسة).
وأعد الفدائيون تحت قيادة الشيخ حافظ سلامة قائد المقاومة الشعبية في
السويس عدة كمائن في مواقع إستراتيجية بالسويس، وقبيل بزوغ صباح 24 أكتوبر
بدأت القوات المعادية التقدم ودخلت المدينة دون مقاومة، وكانت خطة
الفدائيين هي إدخال القوات الإسرائيلية الشرك ثم محاصرتها وهي نفس الخطة
التى أستخدمها أهالى مدينة رشيد المصرية ضد حملة فريزر الإنجليزية عام
1807!.
وبدأت الدبابات الإسرائيلية في السير بما يشبه النزهة داخل المدينة التى
بدت خالية على عروشها حتى أن بعض الجنود الإسرائيليين نزلوا لإلتقاط بعض
التذكارات من الشوارع.
وفجأة فتحت السويس أبواب الجحيم في وجه العدوان!
ودارت معركة طاحنة بين الفدائيين وقوات العدو، وكانت أشرس المواجهات في
ميدان الأربعين حيث واجه محمود عواد ومجموعته رتل من الدبابات، وقام عواد
بإطلاق ثلاث قذائف Rbj لم تكن مؤثرة، وأنتقل الكمين الذى كان يتمركز عند
سينما رويال لمساندة محمود عواد ومجموعته وفي الوقت الذى كانت تتقدم فيه
دبابة من طراز سنتوريون العملاقة أعد البطل إبراهيم سليمان سلاحه وأطلق
مباشرة ليخترق برج الدبابة وتطيح برأس قائدها الذى سقطت جثته داخل الدبابة
ليطلق طاقمها صرخات مرعبة ويفروا مذعورين ومن خلفهم طواقم جميع الدبابات
خلفها!!.
يقول البطل محمود عواد: (بعد أن أصاب إبراهيم الدبابة الإسرائيلية القى
سلاحه وقام بحركات بهلوانية وأخذ يصفق بقدميه مبتهجا وهو يصرخ "يا بو خليل
يا جن")
وبعد تدمير معظم المدرعات الإسرائيلية التى دخلت المدينة تركزت المعركة في
مبنى قسم شرطة الأربعين بعد أن فر إليه جنود العدو وتحركت كل الكمائن
لمحاصرة القسم وإطلاق النيران عليه من كل جانب، وحاول الجنود الإستسلام
لكن المحاولة فشلت، ولم يعد امام أبطال السويس إلا أقتحام القسم وجاءت
المبادرة من الشهيد البطل إبراهيم سليمان ومعه أشرف عبد الدايم وفايز حافظ
أمين وإبراهيم يوسف وتم وضع الخطة بحيث يستغل إبراهيم سليمان قدراته
ولياقته البدنية في القفز فوق سور القسم لكن رصاصة غادرة من قناصة العدو
أسقطته شهيدا فوق سور القسم وبقى جسده معلقا يوما كاملا حتى تمكن
الفدائيون من إستعادته تحت القصف الشديد.
يقول محمود عواد أن الشهيد إبراهيم سليمان كان قد أوصاه إذا هو مات أن
يقوم الشيخ حافظ سلامه بدفنه بنفسه، لكن ظروف الحرب لم تسمح بذلك وقام
عواد بدفن الشهيد بنفسه.
وبعد إنتهاء حصار السويس الذى أستمر 100 يوم قام الشيخ حافظ سلامه بإخراج
جثمانه لينفذ وصيته، يقول الشيخ: (أخرجنا جثمانه فكأنه مات منذ دقائق وليس
من 100 يوم، ويومها غمرت السويس كلها رائحة طيبة لا يمكن وصفها..)
رحم الله شهدائنا جميعا